بين الحين والآخر التقي مع صديق في عنكاوا نتحدث في امور كثيرة تخص معاناة ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ....
سألني هذه المرة عن الذين التقيتهم لحد الان من ابناء شعبنا، ذكرت له اني قد زرت المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري وابناء النهرين وحزب بيت نهرين الديمقراطي، تمحورت كل اللقاءات عن فاجعة بلدتنا العزيزة بخديدة وكيفية التعامل مع الحدث وبعد الحدث وأحاديث كثيرة اخرى، توقفنا كثيرا عند المناكفات السياسية المستمرة بين احزاب ومؤسسات شعبنا بعيدا عن المهنية ومصلحة شعبنا، وسألني لماذا لم تلتقي مع الجهة الفلانية والجهة الفلانية لتتعرف على مواقفهم ؟؟؟ وحسب ما ذكره لي بأني شخصية معتدلة ولي تجارب وخبرة سياسية ومستقلة وكان مدحه واطرائه التفاته جميلة لا استحقها ابدا ، فقال لماذا تتردد ان تلتقي معهم..؟؟؟؟
بعض الشخصيات بأعتقادي عدم اللقاء معهم ضروري جدا لانه مضيعة للوقت، فمثلا كيف يمكن ان تلتقي بشخص لحد يوم أمس كان من المنطرين بوحدة شعبنا، وكان يزايد على الآخرين "بمواقفه المبدئية" ويدعي انه من الداعمين لوحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وفجأة استيقظ من نومه بسبب حلم راوده أو وحيا من الخالق ينساق اليه، ليصرح بعدئذ بأن شعبنا يتكون من ثلاث قوميات !!!! وبعد وعند اقتراب موعد الانتخابات جاءه وحي آخر تنزل عليه مع بعض الملائكة الذين اجتمعوا في احدى الغرف الرطبة ليعلن خطابه الجديد بأن شعبنا يتكون من الشعب الكلداني والمسيحي في العراق ... يا سلام سلم !!!!
يعني هذا الشخص بدأ بالتنظير
بأننا شعب واحد كلداني سرياني آشوري
وعند اقتراب الانتخابات ونزول الوحي اصبحنا
الشعب الكلداني والسرياني والآشوري
ونزول الوحي بوجود الملائكة في الغرف الرطبة اصبحنا
الشعب الكلداني والمسيحي في العراق ...؟؟؟؟؟
عجيب هكذا شخصيات قلقة يأتيها الوحي كلما توسل منهم منصبا هنا أو هناك مدعيا تمثيل شعبنا الكلداني "والمسيحي " والمسيحي هذه بطبيعة الحال تشمل حتى الكورد المسيحيين / العابرون ...!!
قد تختلف مع الجميع بالرؤى السياسية وهذا من حقك، ولكن ليس من حقك أن تتلاعب مع مقومات الأمة بحجة خلافك مع هذه الجهة أو تلك، كيف يمكنه أن يذهب الى النوم وهو يكذب على نفسه وعلى الآخرين ...؟؟؟
الشخصيات الضعيفة المهزوزة دائما تكون قريبة من ولي نعمتها وتتطلع الى الفتات بحجة الولاء، هؤلاء لا يؤتمن لهم ففي اول الطريق مستعد وجاهز ان يبيعك ويبيع اهله وناسه وقضيته التي يجاهر بها ليل نهار، اذا كان له قضية اصلا ....
يصعب عليك التعامل مع الذين يوقعون معك اتفاقا اليوم وغدا يعملون ضده، وقد يكونون السباقيين في التوقيع بقضايا الوحدة القومية، ولكن حال الاختلاف لأسباب شخصية أو منافع سياسية تراه ينقلب مباشرة، كيف يمكنك التعامل مع هؤلاء قصيري النظر وهم مستعدين تقسيم المقسم خدمة لهذا الطرف او ذاك ؟؟؟
..... والحل، عليك أن تبحث عن اصدقاء جدد وحلفاء جدد بعزيمة ثابتة وراسخة، هذا هو قدرك، عليك ان تعمل وتحرث الارض جيدا بالرغم من الكثير من الزيوان من حولك ....
أياك ثم اياك ان تحاصر نفسك مرة اخرى بشكلة همها المصالح الآنية....
نعم العمل السياسي في العراق وفي اقليم كوردستان العراق خصوصا اصبح صعبا جدا جدا، لأن ابناء شعبنا من احزاب ومؤسسات دينية تسمع كثيرا لأحاديث الجيران وينفذون اجندتهم على حساب مصالح شعبنا دون الاهتمام بهموم ومعاناة شعبنا ..... انها جريمة ما بعدها جريمة، علينا ان نترفع وأن نتخلص من تلك الدرنات في حياة شعبنا وأن ننظر لحال شعبنا الذي دنى من القوسين بسبب تشرذمنا ....
ومن له آذان فليسمع
بغداد / 4 تشرين الاول 2023